مصدر عسكري سوداني: البشير سيتنحى قريبًا.. والبحث جارٍ عن خليفة غير متورط في دارفور
 
 
مظاهرات في أم روابة بولاية شمال كردفان - المصدر: #مدن_السودان_تنتفض
 

قال مصدر عسكري سوداني لـ «مدى مصر» إن الرئيس السوداني عمر البشير سيتنحى قريبًا عن منصبه، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من التظاهرات الشعبية ضده، والتي تصاعدت في الأيام الماضية، حيث نظم آلاف المتظاهرين اعتصامًا أمام مقر القوات المسلحة في الخرطوم.

وبحسب المصدر فإن إعلان قرار البشير بالتنحي يظل متوقفًا على التوافق بين الجيش وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم وقطاعات الأمن والدول العربية الداعمة، على من يخلف البشير، مضيفًا أن خليفة البشير ربما يكون رئيسًا مؤقتًا يبقى في المنصب لعدة أشهر لحين انتخاب رئيس للبلاد.

وتوقع المصدر أن يعلن البشير تنحيه عن السلطة خلال أسبوع. فيما نفى وزير الإعلام السوداني، حسن إسماعيل اليوم، الإثنين، ما نشرته وسائل إعلام بأن البشير يقترب من تسليم السلطة للجيش.

يبقى الموقف متوترًا حول مقر قيادة الجيش السوداني في الخرطوم المحاط بالمتظاهرين. ويقع المقر في مجمع سكني يضم أيضًا مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بالإضافة إلى مقر إقامة البشير الرسمي، ووزارة الدفاع، بحسب ما قاله شاهد عيان لـ«مدى مصر». أضاف شاهد العيان أن قوات الأمن حاولت فض الاعتصام  فجر اليوم عبر إطلاق الغاز المسيل والرصاص الحي في الهواء، لكن الجيش تدخل ودفع بقوات الأمن بعيدًا، وسمح للمتظاهرين باستكمال الاعتصام.

يضيف المصدر العسكري أنه في حين تحاول مؤسسات الدولة واللاعبين الدوليين تحديد خليفة للبشير، يسعى تحالف الحرية والتغيير المرتبط بالمتظاهرين إلى المشاركة في القرار، وهو ما اتضح خلال مؤتمر صحفي للتحالف أعلن فيه تشكيل لجنة للتحاور مع الجيش حول الخطة الانتقالية، ما يزيد من عدم وضوح من سيخلف البشير.

من سيخلف البشير؟

كانت مصادر مطلعة على تفاصيل اجتماع لقادة القوات المسلحة السودانية أمس، استمر عدة ساعات وحضره البشير، قالت لـ «مدى مصر» إن الاجتماع شهد خلافات واسعة عقب مطالبة بعض كبار الضباط البشير بالتنحي عن السلطة وتسليمها للجيش، لمنع حدوث تدهور أمني في البلاد. وأوضحت المصادر، التي تحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها، أن البشير أبدى تمسكًا بعدم التنحي مهددًا بعض الضباط باﻹقالة والسجن.

وكان مسؤول مصري مطلع على العلاقات المصرية السودانية قد أخبر «مدى مصر»  أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، قد اتفقا خلال لقاء بينهما في القاهرة أواخر مارس الماضي، على استمرار دعم البشير قدر المستطاع للبقاء أطول فترة ممكنة من المدة المتبقية من حكمه، ليتم بعد ذلك التوافق على انتقال سلس للسلطة، وكان من ضمن القائمة القصيرة للمرشحين لخلافة البشير صلاح قوش، رئيس المخابرات السودانية.

ولكن، بحسب المصدر العسكري السوداني، هناك دفع باتجاه مرشح لا يكون متهمًا أو معرضًا لخطر الاتهام من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بسبب تورطه في جرائم الحرب والمذابح الجماعية التي قام بها البشير في دارفور، وهو الأمر الذي يشكل مشكلة لقوش ومرشحين آخرين.

قوش ليس على قائمة المحكمة الجنائية الدولية، بحسب مصدر بالمحكمة الدولية تحدث إلى «مدى مصر»، وفضل عدم ذكر اسمه، لكنه على قمة جهاز الأمن والمخابرات في الوقت الحالي، وتم اتهامه من قبل منظمات حقوقية بتنظيم ميليشيات عسكرية والتخطيط للمواجهات الدامية مع الاحتجاجات في دارفور، ما أدى إلى مذبحة جماعية.

وكانت زيارة قوش إلى الولايات المتحدة في 2005 قد أثارت انتقادات حادة، وأثير أن المحكمة الجنائية الدولية قد حققت معه، دون توجيه اتهام رسمي له. ومع ذلك أطلقت الولايات المتحدة أيضًا حملة من أجل رفع اسم قوش من قائمة العقوبات المرتبطة بالمذبحة الجماعية، تحت دعوى أنه مثل إضافة استراتيجية في الحرب على الإرهاب التي قادها بوش، بسبب علاقاته السابقة بزعيم القاعدة أسامة بن لادن.

لكن لجنة من الخبراء بالأمم المتحدة وضعت قوش ضمن قائمة من سبعة عشر شخصًا مسؤولين عن جرائم حرب ارتكبت في دارفور.

يقول المصدر العسكري السوداني إن رئيس أركان الجيش السابق، عماد الدين العوضي، هو مرشح جيد لمنصب الرئيس القادم، وذلك لأنه غير متورط في مذبحة دارفور الجماعية. عُين العوضي كرئيس أركان الجيش في 2016، وخدم في منصبه حتى تمت إقالته من البشير في 2018، في تغيير حكومي شهد أيضًا استعادة قوش منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات.

الأمر الرئيسي الآخر، بحسب المصدر العسكري السوداني، هو بحث الخروج الآمن للبشير، ومتوقع أن تكون البلد التي سينتقل إليها بعد تنحيه هي السعودية، وهي المعلومة التي أكدها مسؤول مصري مطلع على ملف العلاقات المصرية السودانية  تحدث إلى «مدى مصر».

الاعتصام مستمر

على صعيد الشارع، قدّر مراقبون أعداد المشاركين في الاعتصام أمام مقر القوات المسلحة بأنها ازدادت صباح أمس، الأحد، مقارنة ببدايته السبت.

وظلت الطرق المتجه إلى مقر الاعتصام مفتوحة، على مدار الأحد، لكن قوات أمنية حاولت منع أعداد كبيرة من المتظاهرين من الدخول إلى مقر الاعتصام من أعلى جسر القوات المسلحة. كانت قوات من الجيش متمركزة في المنطقة وتبادلت إطلاق النار مع قوات الأمن التي انسحبت إلى محيط مقر جهاز الأمن والمخابرات في مدينة بحري.

رامي السر، أحد المتظاهرين الذين شهدوا تبادل إطلاق النار، قال لـ«مدى مصر»: «حاولت قوات الأمن منعنا من التقدم ناحية الاعتصام وعبور جسر القوات المسلحة، وأطلقت النار في الهواء وقنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاهنا ونحن أعلى الجسر». وأضاف: «لحظة محاولتنا الفرار جاءت سيارة للجيش قابلناها بالصيحات والهتاف وباقترابها من القوات الأمنية تبادلت القوتان إطلاق النار لتنسحب قوات الأمن إلى مدينة بحري».

وقال مصدر شرطي لـ«مدى مصر» إن أعداد المعتقلين الذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم وصل حتى الآن إلى 800 متظاهرًا، جميعهم في سجن الهدى غربي أم درمان.

وفي سياق متصل، قالت لجنة الأطباء السودانيين إن متظاهرًا لقي مصرعه نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب من قبل قوات الأمن بضاحية يثرب، كما قُتل ضابط في القوات المسلحة في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.

اعلان
 
 
أسمهان سليمان 
نصر الدين الطيب 
 
 

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن