لديّ عرض قد يغيّر حياتك، يمكنني أن أجعلك على اتصال دائم بالعالم؛ تتحدث لأقربائك وتعرف عنهم كل شيء وقت حدوثه، تكسب عددًا من الأصدقاء تشاركهم اهتمامات مشتركة ومواضيع يمكنكم الحديث حولها، يمكنني أيضًا أن أسهّل وصولك للأخبار المواضيع والنقاشات المفضّلة لديك، وكذلك المنتجات التي تحوز فرصة أكبر في جذب اهتمامك.
هناك فقط مشكلة بسيطة؛ فلكي أتيح ذلك، يجب أن أجمع عنك بعض المعلومات. في الحقيقة يجب أن أعرف عنك كل شيء. ولكن لا تقلق، البيانات المجموعة يجري التعامل معها بحذر وبقواعد تحترم خصوصيتك ولا يشاركها أحد مع أي أطراف أخرى. لديك كلمتي كضمانة على عدم حدوث ذلك، وفي حالة حدوثه، سواء عن طريق الخطأ أو القصد، فعليك تقبل اعتذاري؛ في النهاية نحن بشر والأخطاء تحدث.
عليك فقط النظر لكم المزايا التي أقدمها لك، لتعلم أن تلك المخاطرة هي لا شيء بالمقارنة بالفائدة الكبرى التي تعم عليك جراء مشاركة بياناتك الشخصية معي.
تخيل للحظات أنك تقضي يومك بالكامل داخل قفص زجاجي، حيث هناك دائمًا شيء ما يراقب ويشاهد ويحلل تصرفاتك وقراراتك و تفضيلاتك وربما حالتك النفسية والعاطفية أيضًا، فقط لكي يقرر بدلًا عنك ماذا يجب عليك شراؤه ومن يجب أن تحظى بصداقة معه، وأي الأخبار قد تفضّل قراءتها، بناءً على تحليله لتلك البيانات المجموعة عنك.
تخيل أن هناك شخصًا في هذا العالم يملك كل هذا القدر من المعرفة بك وبحياتك وعاداتك اليومية، مع الوضع في الاعتبار أنك لا تملك غير كلمة، أو وعد، كضمانة وحيدة على عدم البوح أو الاستغلال السيء لتلك البيانات، وعدم التلاعب بتفضيلاتك لصالح أحد الشركات والحكومات. عليك فقط أن تمنح ثقتك لمن يتحكم في تلك البرمجيات.
من هذا المدخل ننطلق إلى سؤالنا الأساسي: بعد 14 عامًا من وجود شركة «فيسبوك» على الساحة، هل استحقت فعلًا هذا القدر من الثقة؟
«فيسبوك» هو منتج تقدمه شركة تحمل نفس الاسم، تبلغ قيمته السوقية تقريبًا، وحتى مارس 2018، 453 بليون دولار.
تمتلك نفس الشركة منتجات أخرى مثل «واتساب» و«إنستجرام»، ولكن موقع «فيسبوك» هو المنتج الأول لها، ويعد هو قلب الشركة والنواة الأولى لبنائها.
يقدم فيسبوك، بتطبيقاته الإلكترونية العديدة خدمة «التواصل الاجتماعي»، على حد الاصطلاح الشائع.
إنشاء حساب على فيسبوك واستخدام أغلب إمكانياته بالأساس هما بالمجان، ولا يتطلبان دفع أي مبالغ مالية، إلا في حالة استخدامك لأحد أدوات الدعاية والتسويق الخاصة بالموقع للوصول إلى جمهور أوسع، حيث يصبح بإمكانك تحديد نوع الجمهور الذي ترغب بالوصول إليه وعدده ومكانه الجغرافي، والمرحلة العمرية المستهدفة، ثم يقوم فيسبوك بباقى العمل عنك، بعد دفعك للمبلغ المطلوب.
العائد الرئيسي لشركة فيسبوك يأتي من خدمات التسويق والإعلانات الموجهة، والقائمة بالكامل على حقيقة امتلاك فيسبوك لبيانات دقيقة تخص حياة ما يقارب ملياري شخصًا تقريبًا على ظهر هذا الكوكب، والإمكانيات اللازمة لتحليل ومعالجة هذه البيانات الضخمة.
قد يعتبر البعض أن مسألة جمع البيانات هي ثمن مقبول في مقابل كم الخدمات التي يقدمها فيسبوك، ولكن في مواجهة التضخم المتزايد لحجم البيانات المجموعة عن المستخدمين وتنوعها وخصوصيتها الشديدة، لم تنقطع قط تساؤلات من نوعية: هل يمكن ائتمان أي كيان على هذا الكم من البيانات؟ وهل تشكل مجرد كلمة، أو بعض بنود في اتفاقية مستخدم نادرًا ما يقرأها مستخدم قبل الضغط علي زر «أنا موافق»، ضمانات كافية؟
للإجابة على تلك التساؤلات، يمكننا المرور على بعض الأحداث الموثقة والشواهد، وهي في الواقع عديدة ومتكررة، وآخرها وأشهرها كانت حادثة «كامبريدج أناليتيكا».
في 2014، أنشأ عالم نفس باسم ألكساندر كوجان تطبيقًا، باسم thisisyourdigitallife، لحساب شركة كامبريدج أناليتيكا، والمتخصصة في جمع وتحليل البيانات الضخمة وخدمات الإعلانات والحملات التسويقية الموجهة. أُنشئ التطبيق لجمع معلومات عن المستخدمين على شكل إجابات على أسئلة محددة مسبقًا.
ولاستخدام التطبيق والإجابة على الأسئلة يجب أن يدخل المستخدم مستخدمًا حسابه على فيسبوك، ثم يجمع كوجان كافة البيانات التي تسمح بها صلاحيات الوصول، الخاصة بفيسبوك، عن المستخدم المشترك في التطبيق.
في هذا الوقت، كانت صلاحيات الوصول الخاصة بواجهات برمجة تطبيقات فيسبوك «APIs» قد سمحت لتطبيقات مماثلة بالوصول حتى لبيانات أصدقاء المستخدم المشترك طواعية في التطبيق، وبالتالي قفزت البيانات المجموعة مما يقارب 270 ألف مستخدم إلى بيانات ما يزيد على خمسين مليون مستخدمًا، بعد إدراج الأصدقاء المتواجدين بحساب كل مستخدم من الـ270 ألف المشتركين في التطبيق، طواعية وعن علم.
استُخدمت البيانات المجموعة لاحقًا في تصميم إعلانات موجهة، ساعدت على التلاعب بأصوات الناخبين الأمريكيين والتأثير في نتيجة الإنتخابات الأمريكية، التي وضعت دونالد ترامب داخل البيت الأبيض، بعد شراء حملته لخدمات شركة كامبريدج أناليتيكا.
ويدعي رئيس وحدة الأبحاث السابق بكامبريدج أناليتيكا، كريس وايلي، أن شركة فيسبوك اكتشفت في عام 2015 جمع تلك البيانات واستخدامها، وطالبت بحذفها، ولكن مكتفية بالتهديد بحذف البيانات.
لم تعلن أي جهة عن تفاصيل ما حدث، حتى فضح وايلي، وبعد مغادرته للشركة، الواقعة، ونقلها إلى الإعلام.
ما يمكننا تعلمه من فضيحة كامبريدج أناليتيكا أن جمع هذا الكم الضخم من البيانات لم يكن صعبًا، وأن مخاطر سهولة جمع وتداول وتحليل البيانات لا تتمثل فقط في اختراق خصوصية المستخدم، ولكن أيضًا في إمكانية استخدامها في التلاعب بالرأي العام وتوجيه انتخابات في دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، فكل ما تحتاجه شركة مثل كامبريدج أناليتيكا، من أجل بيع خدماتها، هو أن تعلم عنك كل ما أنت مستعد مسبقًا لمشاركته مع العالم على منصة مثل فيسبوك، من أجل تحليل آرائك وتوجهاتك، ومن ثم ثغراتك ونقاط ضعفك، ونوعية الكلمات التي تود سماعها من المرشح المعين، لكي تدلي له بصوتك في صندوق الانتخابات.
هذا ما نعرفه حتى الآن، والسبب الوحيد لمعرفتنا به، هو أن شخصًا من الداخل قرر البوح به، ولا يسعنا إلا تخمين ماذا حدث كذلك، بل وقد يحدث كل يوم ويجري التكتم عليه.
لهذا، فلا يمكن أبدًا للمستخدم الوثوق ببساطة في ادعاءات الشركة صاحبة التطبيق الذي يستخدمه ويستفيد من خدماته. دعونا لا ننسى أن فيسبوك في النهاية هو مجرد منتج لشركة، كل ما يهمها تحقيق المزيد من الربح والانتشار.
الإجابة السريعة هي لا.
لا تعد هذه سابقة أولى، ففيسبوك يعد من التطبيقات النهمة للبيانات، حيث يعرف نشاطك ويراقبه دائمًا على شبكة الويب، يعرف عناوين الصفحات التي تتصفحها داخل نفس المتصفح في نفس الوقت، وكذلك كم الوقت الذي تقضيه في تصفح تلك المواقع.
كل ما تفعله داخل فيسبوك يُجمع ويُحلل طوال الوقت بلا توقف، عن طريق خوارزميات معقدة هدفها النهائي تحديد ما المواد المقروءة والمرئية والمسموعة ذات الفرص الأكبر في جذب انتباهك. يتطلب تطبيق فيسبوك على الهاتف المحمول مثلًا الوصول المفتوح لكاميرا الهاتف والمايكروفون في الهاتف، فضلًا عن الحسّاسات المدمجة تقريبًا في كل هاتف من الهواتف الذكية.
مؤخرًا، انتشرت حادثة على إثر استخدام أحد مستخدمي فيسبوك لخاصية تسمح له بتنزيل كافة بياناته على الموقع واكتشافه احتواء تلك البيانات على سجل لمكالماته الهاتفية لمدة عامين سابقين، يشمل رقم المتصل واسمه ومدة المكالمة.
كذلك، نشرت صحيفة الجارديان في 2017 تقريرًا يوضح تسويق فيسبوك لإمكانية الشركة تقديم تقارير دقيقة عن مستخدمي موقعها من المراهقين ممن يمرون بأزمات نفسية ويشعرون باليأس والإحباط، وذلك بناءً على بيانات شاركها المراهقون أنفسهم على الموقع.
أنت تحمل في جيبك هاتفًأ ذكيًا يحتوي على كاميرا وميكروفون وجهاز تحديد مواقع دقيق، فضلًا عن مجموعة ضخمة من الحساسات للحرارة وقرب الأجسام والمسافات والتسارع وغيرها. وتحت ادعاءات مختلفة، غالبًا ما يطلب تطبيق فيسبوك للموبايل صلاحيات الوصول لتلك الأجهزة.
الغالبية العظمى من المستخدمين لا ترى في ذلك أي ضرر، إلى أن تظهر مشاكل وتسريبات كالمذكورة عاليًا، أو أن يبدأ أحدهم مثلًا في مشاهدة إعلانات مزعجة متكررة عن سلعة ما، سبق أن تحدث عنها في جلسة شخصية مع صديق له.
بناءً على تقارير مختلفة وتجارب شخصية، انتشرت تكهنات بأن تطبيق فيسبوك للهاتف المحمول يتنصت على المحادثات الشخصية للمستخدمين، حيث لاحظ العديد من المستخدمين ظهور إعلانات متكررة بشكل ملحوظ عن سلع تخص موضوعات شملتها مناقشاتهم الشخصية.
صحيح أن فيسبوك نفى هذه الادعاءات، وأنه لا شواهد قوية حتى الآن لدعمها، وأنه يمكن اعتبارها مجرد شائعات، إلا أن المخيف في الأمر أن فيسبوك يستطيع فعلها فعلًا لو أراد.
لتصور أوضح عن كم ونوعية البيانات التي يمكن لفيسبوك معرفتها عنك، فقط عن طريق تحليل عادات تصفحك اليومية للموقع، تمكنك تجربة إضافة متصفح يدعى Data Selfie.
يسجّل Data selfie نشاطك على فيسبوك ويراقبه، باستخدام خوارزميات مشابهة لما يستخدمه فيسبوك لتحليل بيانات المستخدمين، ويمكن للمستخدم الوصول لنتائج تحليل تلك البيانات المُحتفظ بها على جهاز المستخدم، مع ضمان عدم رفعها على خوادم أخرى أو مشاركتها.
الأخطاء واردة الحدوث دائمًا بالطبع، ففي النهاية من يتحكم بتطبيقات مثل فيسبوك ويبرمجها هم بشر قد يجانبهم الصواب أحيانًا، ولكن في حالة شركة بضخامة فيسبوك، فإن أخطاء بسيطة قد تعرّض بيانات ملايين الأشخاص للخطر.
هذه هي المعضلة المتمثلة في حقيقة امتلاك شركات مثل فيسبوك وجوجل لكميات ضخمة من البيانات، في ظل ضعف الرقابة القانونية والمجتمعية، ومع عدم توفر شفافية كافية حول نوعية عمليات التحليل التي تجري على تلك البيانات، والمدى الزمني لاحتفاظه بها، وماهية الطرف الثالث، الذي يتاح وصوله لتلك البيانات، ووفق أي شروط يتاح هذا.
كل ما سبق يؤدي بنا إلى تساؤل أساسي: هل لا يمكن لفيسبوك فعلًا تقديم المزيد في سبيل حماية خصوصية المستخدم؟ إجابة هذا التساؤل قد تكون خادعة بعض الشيء، فهناك بالطبع العديد من الضمانات التقنية التي يمكن، ونظريًا على الأقل، لفيسبوك تطبيقها لضمان حماية البيانات، وهي تقنيات مجربة ومستخدمة بالفعل، مثل الخدمات الموزعة واللامركزية ومبدأ غياب المعرفة أو «التعمية الكاملة.. Zero knowledge» والذي يطبقه بالفعل بعض مقدمي خدمة البريد الإلكتروني الأّمن، مثل Tutanota وProtonmail، حيث يُحتفظ ببيانات المستخدمين على خوادم الشركة معماةً بالكامل، ولا تمكن إعادتها للصورة المقروءة، إلا بإستخدام مفتاح لا يملكه إلا المستخدم.
فقط في تلك الحالة؛ حالة التعمية، يمكن للمستخدم الوثوق في مقدم الخدمة، دون الحاجة لافتراض حسن النية ولا تصديق الكلمات والوعود الفارغة، حيث لا يملك مقدم الخدمة الاطلاع على بيانات المستخدم، حتى ولو أراد ذلك، كما لا يمكن إجبار مقدم الخدمة على تسليم بيانات المستخدمين لأجهزة أمنية أو أي أطراف أخرى، وكل الضغوط عليه ستصبح في هذه الحالة بلا طائل.
ورغم تواجد تلك التطبيقات العملية الأكثر اهتمامًا بخصوصية بيانات المستخدمين، ولكن من الواضح أن فيسبوك لا يملك أي نوايا مستقبلية لتبني تطبيقات وتقنيات مشابهة، وقد يرجع ذلك لطبيعة تصميم موقع التواصل الإجتماعي والتطبيقات المحيطة به، والنهم الشديد للبيانات الذي يميّزه، حيث قد يعني تبني تقنيات مشابهة تغيير المبدأ الذي قامت عليه الشركة بالكامل، وقد يعني أيضًا أرباحًا أقل، أو عدم وجود ربح بالمرة.
لذا نعتبر تطبيق خطوات مماثلة أمرًا شبه مستحيل.
ظهور الخدمات الموزعة واللامركزية هي مبادئ تقنية، وليست جديدة، ولكن فقط جرى تبنيها مؤخرًا في كثير من التطبيقات، لتكتسب شهرة ضخمة، خصوصًا بعد أن فرضت العملات الرقمية نفسها على الساحة مؤخرًا، حيث تستخدم أغلب العملات الرقمية تقنيات لامركزية وموزعة التحكم، عبر عملية التعدين والتبادل بالبيع والشراء واستيثاق العمليات.
يمكن تعريف الخدمات اللامركزية بأنها «الخدمات التي لا تعتمد على أنظمة وخوادم مركزية في التحكم في حركة البيانات والاستيثاق من العمليات، وإنما تعتمد بدلًا من ذلك على شبكة من أجهزة المستخدمين نفسها، حيث لكل جهاز أكواد تعريفية مميزة». وقد يكون المثال الأشهر لذلك، هو بروتوكولات «الند للند.. peer to peer»، مثل بروتوكول مشاركة الملفات Torrent.
أما الخدمات الموزعة فتختلف طبيعتها قليلًا، وقد يمكن تعريفها بأنها «برمجيات مبنية وفق تقنيات تسمح ببنائها وتوزيعها واستخدامها في شبكات مصغرة، قد تكون منفصلة عن بعضها ومنعزلة تمامًا وقد تكون متصلة ببعضها».
والميزة النسبية في تلك التقنية هي عدم الاعتماد على خوادم مركزية في تخزين البيانات والتحكم في حركتها، وبالتالي «عدم وجود نقطة فشل وحيدة..single point of failure»، أي أن النظام لا يفشل بالكامل، نتيجة لوجود خطأ أو فشل أو اختراق للخوادم المركزية. فلدى فشل أحد النقاط لا يؤثر هذا إلا على الأجهزة التي تستخدم هذه النقطة تحديدًا.
ببساطة، فباستخدام تطبيقات تدعم الخدمات الموزعة، يمكنك بناء خادمك الخاص الذي يحتوي علي التطبيق، ويمكنك استخدامه والتحكم أيضًا في من يمكن الوصول إليه، كما يمكنك ربطه بشبكات أخرى من نفس التطبيق، أو اختيار عزله وعدم ربطه بأي شبكة، وعدم إتاحة الوصول إلا لأشخاص محددين.
تطبيق تواصل اجتماعي، مشابه لـ«تويتر»، حر ومفتوح المصدر يعتمد على مبدأ «الخدمات الموزعة decentralized services»، حيث يمكنك الانضمام إلى أحد الخوادم التي يقدمها مجتمع Mastodon، كما يمكنك بناء خادمك الخاص، لتختار بعدها إن كنت ستربطه بشبكة خوادم مجتمع Mastodon أم لا. لا ينقّب ماستودون عن البيانات أو يحلّلها، ولا يحتوي على إعلانات أو تسويق من أي نوع، كما أنه مجاني بالكامل، ويعمل تحت رعاية ورقابة مجتمع المستخدمين، وقد يعيبه عدم الانتشار.
يتشابه GNU social كثيرًا مع Mastodon، وإن كان أقدم منه، حيث يعد هو البديل الحر ومفتوح المصدر لتويتر، ويعمل تحت رعاية مشروع GNU و«مؤسسة البرمجيات الحرة.. Free software foundation». يمكنك كذلك بناء خادمك الخاص أو الانضمام لأحد خوادم مجتمع GNU social، والذي يعتمد هو الآخر على عدم وجود بنية تحتية مركزية للتحكم في البيانات.
شبكة تواصل اجتماعي لامركزية تعمل عن طريق تطبيق حر ومفتوح المصدر يتيح لك إنشاء خادمك الخاص أو الانضمام لأحد خوادم المجتمع.
يحاول تطبيق Discourse إيجاد بديل حر ومفتوح المصدر وأكثر تطورًا لتطبيقات إدارة النقاشات أو المنتديات، حيث يمكن للمستخدم نشر الموضوعات والتعليق على موضوعات أخرى، وإدارة نقاش كامل حول التدوينات التي تقع في دائرة اهتمامه. يُستخدم التطبيق لإدارة بعض النقاشات المتخصصة، ويتيح لك كذلك إنشاء نسختك الخاصة من التطبيق والتعديل عليها لتناسب احتياجك.
يعتمد Riot.im على بروتوكول اتصال Matrix، وهو بروتوكول اتصال لامركزي حديث الظهور نسبيًا. يعد Riot.im تطبيق محادثة فورية اّمن، ويوفر خدمات «التشفير من الطرف للطرف.. End to End encryption»، أكثر من كونه تطبيق تواصل اجتماعي على غرار فيسبوك.
***
بينما قد يعتبر البعض التخلي عن فيسبوك نهائيًا فكرة صعبة، وقد يعتبرها الآخرون مستحيلة لأسباب كثيرة، تصرخ الحقائق والتقارير والتسريبات بحقيقة واضحة؛ شركات مثل فيسبوك لا تحترم خصوصية بيانات المستخدمين، وامتلاك هذا الكم من البيانات لن يؤدي إلا إلى كارثة محققة في المستقبل، مع تفاقم المشكلة وغياب الحلول الواقعية.
فبعد القلق من الإعلانات الموجهة، تفاقم الوضع الآن ليصل إلى تحليل بيانات المستخدمين للخروج بتحليل نفسي لهم يوضح مخاوفهم ورغباتهم، ومن ثم التلاعب بمجموعات ضخمة من البشر لتغيير نتيجة انتخابات أو التلاعب بقضية رأي عام.
وفي ظل الهزائم المتتالية لمبادئ حرية الإنترنت وحقوق المستخدم، وكان آخرها إلغاء القوانين الضامنة لحيادية الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يعد أمام المستخدم المهتم بخصوصية بياناته غير زيادة وعيه ومساءلة المنصات والبرمجيات التي يستخدمها، مع البحث الدائم عن بدائل أكثر موثوقية تدار بجهد ورقابة مجتمع مستخدميها ومطوريها، وتقدم إمكانيات كافية لجذب المستخدم.
عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر
أشترك الآن