القاهرة السينمائي: مهرجان دولي أم مهرجان الدولة؟
 
 

على السجادة الحمراء لحفل افتتاح الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان القاهرة السينمائي، وقف عدد من السيارات القديمة التي ظهرت في الأفلام المصرية في زمن الأبيض والأسود، ومنها السيارة الخاصة بالممثل أحمد رمزي، كجزء من اكسسوارات ديكور حفل الافتتاح. بالإضافة للسيارات، تضمنت التجهيزات معدات تصوير عفا عليها الزمن، وعددًا من الهواتف القديمة مثل «التليفون أبو قُرص»، سارع المدعوون لالتقاط الصور التذكارية معها.

القطع الأثرية المعروضة، هي من مقتنيات «متحف السينما المصرية»، الكيان الذي أنشأه المنتِج هشام سليمان، رئيس شبكة قنوات «دي إم سي»، والتي بدورها هي منظم الحفل، الذي تم إخراجه تليفزيونيًا باستعراض تصويري ضخم: كاميرات تلتقط الحدث من كل الزوايا، ومذيعات موزعات على جميع الأركان، لكي لا يفلت ضيف قبل الوقوف أمام كاميرات الشبكة. بهذا الحفل الفخم انطلق المهرجان، بدون فيلم مصري مشارِك في مسابقته الرسمية للمرة الأولى منذ تدشينه عام 1976.

تأتي هذه الأجواء الاستعراضية وسط وضع خاص لهذه الدورة، كونها جاءت بعد حدثين سينمائيين دسمين سرقا منها الأضواء، وهما مهرجان الجونة السينمائي، وبانوراما الفيلم الأوروبي، بشكل يطرح سؤالًا بديهيًا: ما الذي تبقّى لمهرجان القاهرة؟

في هذا التسجيل، يحاول كل من المخرج التسجيلي بسام مرتضى والمخرج المسرحي حكيم عبد النعيم والسيناريست محمد الحاج، الإجابة على هذا السؤال، بالإضافة للسؤال الأكثر إلحاحًا في هذه اللحظة: هل «القاهرة السينمائي» مهرجان دولي كبير يضع السينما، كفن، في المقام الأول وقبل كل شيء، أم أنّه تحوّل لفعالية بيروقراطية دأبت الدولة المصرية على تنظيمها، وتحتكرها الدوائر القريبة من النظام الحاكم، بدون اهتمام حقيقي بغرض المهرجان الأساسي وهو «السينما»؟

اعلان
 

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن