قال مصدران دبلوماسيان أحدهما مصري والآخر عربي، طلبا عدم ذِكر اسميهما، إن مندوب قطر سيف بن مقدم البوعينين لم يحضر لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمقر الرئاسة بمصر الجديدة أمس، الأربعاء، مع وزراء الإعلام العرب، وذلك بناءً على طلب الرئاسة.
وقد جاء الإجراء متوافقًا مع طبيعة العلاقات بين مصر وقطر، وذلك مع استمرار مقاطعة القاهرة وثلاث عواصم عربية أخرى للدوحة، بحسب المصدر المصري. وأضاف المصدر أن الرئاسة المصرية لم تتجاوز أصول اللياقة الدبلوماسية للبلد المُستضيَف لمقر الجامعة العربية، لأن اللقاء مع الرئيس كان قبيل الاجتماع المقرر بشكل دوري لوزراء الإعلام العرب بمقر جامعة الدول العربية.
وشملت الترتيبات للقاء السيسي دعوة كل رؤساء الوفود العربية المشاركة، عدا قطر، عبر الإخطار المباشر. ولم يُحَط البوعينين علمًا بالأمر، بحسب ما أكده المصدر لـ «مدى مصر».
المصدر، الذي شارك في جانب من اجتماعات الوزراء العرب بجامعة الدول العربية، أشار إلى أن رئيس الوفد القطري كان يعاني من عزلة. وأضاف موضحًا: «لم يحظ الرجل بأي معاملة ودودة. لم يصل الأمر إلى حديث مباشر (بينه وبين ممثلي الوفود العربية) أو تأييد أي موقف تقدمت قطر به. كانت هناك إيماءات مُهذبة من أعضاء بعض الوفود بما في ذلك الجزائر والسودان»، وهو ما فسره المصدر بأن لا أحد يريد الدخول في اشتباك سياسي أو دبلوماسي مع السعودية.
كما أوضح المصدر أن العزلة خلال الاجتماع كانت مفروضة على المندوب القطري، وذلك رغم الموقف المعلن لدول مثل الجزائر. وكان دبلوماسيون جزائريون قد وصفوا أجواء العمل بالجامعة العربية، بعد انتهاء ثورات الربيع العربي في 2013، بأنها تشهد تسيَّدًا سعوديًا، بحسب المصدر.
وفي سياق متصل قال مصدر بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية لـ «مدى مصر» إن الأمين العام أحمد أبو الغيط تعامل بقدر من عدم الاعتناء مع تواجد الوفد القطري. وأضاف موضحًا: «هذا بالتأكيد أمر متوقع».
وقد أشار المصدر إلى أن الأمين العام للجامعة يحرص على التنسيق مع القاهرة والرياض، ويقوم بإرسال برقيات عرض لكلٍ من وزيري الخارجية المصري سامح شكري والسعودي عادل الجبير. وهو أمر لم يكن يحدث على مدار العشرين عامًا الماضية، حسب المصدر بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقد أشار المصدر نفسه إلى ضرورة قراءة مشهد اجتماع وزراء الإعلام العرب بالقاهرة أمس، الأربعاء، في ضوء أن الدوحة كانت من أكبر المعارضين لاختيار أحمد أبو الغيط أمينًا عامًا للجامعة. خاصة أن الأمين العام الحالي كان يشغل منصب آخر وزراء الخارجية المصريين في عهد حسني مبارك. وقد كان له مواقف شديدة الحدة تجاه الدوحة، وقناة الجزيرة كذلك.
وكان اجتماع أمس لوزراء الإعلام العرب بالجامعة قد شهد تحدّث الأمين العام عن قيام قناة الجزيرة بدور منصة التحريض. في حين تحدث وزير الإعلام البحريني علي الرميحي عن «قنوات مشبوهة» تقوم بأدوار تحريضية ضد دول عربية بشكل يمس الأمن القومي العربي.
من جانبه، وصف وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد بن صالح العواد قناة الجزيرة بـ «أداة الشر»، وكونها «محرضًا علي الإرهاب». وهو ما علّق عليه وزير الإعلام القطري بقوله إن الجزيرة تصف الحقيقة، فيما قال الوزير السعودي إن «الجزيرة لا تتطرق لما يدور في قطر».
عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر
أشترك الآن