رسالة من والدة الصحفي المسجون محمد فهمي للرئيس عبد الفتاح السيسي
 
 

سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي:

كأم وكمواطنة مصرية أناشدكم يا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن تصدر عفو عن ابني الصحفي محمد فهمي، فهو رجل بريء، وهو بحاجة لعناية طبية عاجلة بسبب إصابته بفيروس سي وبعجز دائم بكتفه. يؤلمني أن أرى صحته تتدهور بينما لا أستطيع الوصول إليه إلا قليلًا.

لقد فقد محمد القدرة على استخدام ذراعه بالكامل، وما زال بحاجة للعديد من عمليات إصلاح العظام التي من شأنها تحسين قدرته على تحريك ذراعه.. لا يسعنا إلا أن ندعي.

لقد خدم أبي وأعمامي في أعلى المناصب بالشرطة والجيش، وقضوا حياتهم في حماية مصر.

لبينا أنا وابني دعوتك يومي ٣٠ يونيو و٢٦ يوليو عام ٢٠١٣، وشاركنا الملايين بالشارع في التظاهر ضد الإرهاب والإخوان المسلمين.

يفطر قلبي أن يتم، ظلمًا، تقديم ابن عائلة وطنية مثل عائلتنا كإرهابي في محاكمة خلت من أي أدلة على الاتهامات.

آخر مرة رأيت محمد كان يأمل أن تطلق سراحه بمناسبة ذكرى ثورة ٢٥ يناير، علمًا بأن المجلس القومي لحقوق الإنسان قدم اسمه للرئاسة.

لقد كان متشوقًا للحرية ولإصلاح الضرر الذي حل بسمعة العائلة.

لقد قال لي: “أصعب ما في الحبس هو معرفة أنك بريء. سأحارب لإثبات براءتي مهما طال الأمر، فالحرية حق وليست ميزة. رؤيتكم، أهلي، وصحتكم تتدهور بسبب حبسي هى أكثر ما يؤلمني. أرجو أن توصّلوا للرئيس أنني صحفي لم أنتج في حياتي أخبارًا غير صحيحة، ولم أكن أبدًا عضوًا في الإخوان المسلمين.

ثلاثتنا – محمد فهمي، بيتر جريست وباهر محمد – قد أنتجنا كصحفيين تغطية محايدة ومتوازنة ومصادرها قوية. لم يعمل أي منا بقناة الجزيرة مباشر، المحظورة الآن. نحن الآن محبوسون منذ ٤٠٠ يوم، وقد عدنا إلى النقطة نفسها التي كنا عندها يوم تم القبض علينا في ٢٩ ديسمبر ٢٠١٣، وهى أننا “قيد التحقيق”. قد تمر شهور قبل بداية إعادة المحاكمة ومن المحتمل أن تمر سنة قبل أن يصدر حكم. هذا ثمن لا يجب أن يدفعه أي شخص بريء”.

سيدي الرئيس، لم يسع ابني كصحفي لتشويه صورة مصر. قضية “الجزيرة” هي ما يشوِّه صورة مصر بالخارج الآن.

مؤخرًا ناشدكم ابني بطريقة مباشرة عبر الإعلام الغربي، وصمم أنه ليس عدو للدولة، قائلًا: “أود أن أذكر سيادة الرئيس أنه في الحرب التي يشنها على سرطان الإسلام السياسي وتداعياته العنيفة، الصحفيون ليسوا أعداء بل هم حلفاء. نحن نكشف حقيقة الإرهاب الذي يحاول القضاء عليه”.

ابني محمد فهمي يعلي القيم المصرية والكندية ويحترم القانون والدستور، وهذا ما يجعله رجل وصحفي محترم.

لقد حضر دبلوماسيون كنديون كل جلسات المحاكمة قبل أن يجزموا أنه بريء، وهم الآن مستعدون لاستقباله بكندا.

في يوم ١ يناير، استبعدت محكمة الاستئناف إدانته وأسقطت الحكم ضده، ما يعني أنه بريء من أي جريمة. إنه اعتراف قضائي رسمي أن محاكمته تشوبها عيوب خطيرة. الإعفاء عنه الآن لن يكون تدخل في العملية القضائية.

سيدي الرئيس، لقد اعترفت بالدور التاريخي للسيدات والأمهات المصريات اللاتي نزلن إلى الشارع لدعمك قبل رحيل الإخوان المسلمين وفي الانتخابات التي تلت ذلك.

اليوم، أتمنى أن تقف أنت بجانبي، والدة رجل بريء قضى ٤٠٠ يوم في السجن. أتمنى أن تستخدم حقك الدستوري لتدخُّل إنساني لإنقاذ رجل مريض، هو ابني.

وفاء عبد الحميد بسيوني

اعلان
 
 
وفاء عبد الحميد بسيوني 
 
 

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن