متى نصر الله؟
 
 

“هي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية”، هذا ما قاله حسن البنا في رسالة المؤتمر الخامس لجماعة الإخوان المسلمين قبل ٨٠ عام عندما أراد وصف الجماعة التي تمناها. الآن في أغلب الأحوال، وبنفس الوزن، لا تذكر جماعة الإخوان المسلمين إلا بوصفها “الجماعة الإرهابية”.

على مدار بضع وثمانين عاماً، ربما كانت الإجابة السريعة الواضحة من مسئول إحدى الأسر الإخوانية، إلى شاب حائر، في حالة الاضطهاد التي دامت عقودا، يتساءل: “متى نصر الله؟”، أن يكمل المسئول الآية مبتسماً “ألا إن نصر الله قريب”. ربما اعتقدت “الجماعة الربانية” أن نصر الله أتى حين فاز مرسي برئاسة الجمهورية، إلا أن سقوط نظام الإخوان في الثالث من يوليو الماضي وضع بلا شك السؤال مرة أخرى في مقدمة ما قد يفكر فيه الشباب الإسلامي.

تتباين آراء شباب التيار الإسلامي، وجماعة الإخوان في القلب منه، فيما حدث وما سيحدث. فبينما يرى البعض أن التيار الإسلامي يحتاج في هذه المرحلة إلى مراجعة حقيقية لإيديولوجيته وأفكاره، ما زال يعتقد البعض الآخر أن حل الأزمة يكمن في التكتيك. تتصارع الأفكار فتطرح سيناريوهات مختلفة عن مستقبل الحركة الإسلامية وعلاقتها مع الدولة والمجتمع.

حاضر مرتبك ومراجعات بلا أفق

“جماعة الإخوان مؤسسة كبيرة، والمؤسسات الكبيرة في حالة الأزمة لا يحدث فيها تغيير في الهياكل. كل الهياكل في جماعة الإخوان تعمل بنفس الكيفية”، هذا ما قاله أحمد جمال أحد أعضاء الإخوان وحزب الحرية والعدالة.

وأضاف “مكتب الإرشاد ينعقد بشكل دوري كل أسبوع بحضور الدكتور محمود عزت والأفراد الستة الموجودين في مصر. وكل لجان الأعمال منتظمة بالكامل ولن يكون هناك تغيير بالهياكل حتى تجاوز الأزمة الحالية”.

وأكد جمال على أن شباب الأخوان قابل بالديموقراطية ولكن شروطه هي إجراء محاكمات عادلة وعودة الشرعية وإجراء انتخابات عادلة ونزيهة.

ولكن يبدو أن هناك من شباب الإخوان من يختلف مع جمال.

فبينما يشرح عمار مطاوع، أحد أعضاء الجماعة أيضا، لمدى مصر التغيرات التي طرأت على أولويات العمل بالنسبة للجماعة بسبب الأزمة الحالية، يؤكد على أن لجان العمل السياسي قد انهارت كلها تقريبا بسبب عدم تقبل المجتمع لأي عمل سياسي إسلامي في الفترة الحالية، ولكفر الشباب الإسلامي بالديموقراطية وكذلك بسبب الاعتقالات الكثيرة في صفوف القيادات والقواعد.

وأضاف مطاوع “الشباب كفر بالديموقراطية لدرجة أن أحد الناشطين، أحمد المغير، والذي كان من أكثر الملحّين على خوض الانتخابات أصبح يتحدث عن الجهاد بالسلاح ضد الجيش”.

وكانت شبكة رصد الإخبارية، المحسوبة على جماعة الإخوان، قد نشرت أن الناشطين الإسلاميين عبد الرحمن عز وأحمد المغير يدعوان الشباب للاتجاه للكفاح المسلح ضد النظام الحالي، إلا أن دعوات حمل السلاح قوبلت بالرفض من قيادات الجماعة وبعض أعضائها.  

“لجان البر والعمل المجتمعي ستنهار أيضا في الفترة القادمة وذلك لحالة الرفض المجتمعي للإخوان المسلمين في الشارع، وكذلك أيضا لأنه لم يعد هناك أموال تتبقى للبر، حيث أن معظم الأموال الآن تصرف على المعتقلين وعلى الرشاوى التي نقدمها للعساكر ليدخلوا الطعام لذوينا”، يضيف مطاوع “بينما ستنشط من جديد لجان الدعوة الفردية، فإذا كنا لا نستطيع عمل المؤتمرات في الوقت الحالي فعلى الأقل نستطيع أن نتحدث مع أصدقائنا”.

بعيدا عن ذلك يرى أحمد أبو خليل، الناشط الإسلامي وصاحب كتاب “يوماً ما كنت إسلاميا“، أن أفضل حل للحركة الإسلامية هو أن تحل جماعة الإخوان المسلمين نفسها، وأنه كان ينبغى أن تفعل ذلك بطريقة مشرفة منذ سنوات بعد أن أدت دورها، وفقا لأبو خليل.

“إذا استمرت جماعة الإخوان في لعب دور الوحش بين صفوف الإسلاميين، فستكون دائما هي الهدف الأوضح ويكون من السهل إسقاطها”، يضيف أبو خليل “ينبغي أن تتحول الجماعة إلى مجموعة من العناصر المختلفة بقدر المجالات المتاحة مثل مجموعة أحزاب، ومجموعة من الجمعيات الخيرية، ومؤسسات علمية، مجموعات في التعليم وأخرى في الإعلام.. وتشكل لوبي أو حركة مجتمعية”.

على الرغم من ذلك يتفق الشباب على أن المرحلة الحالية هي مرحلة مراجعات وليست مرحلة تخطيط، فيرى مطاوع أن هناك مراجعات تحدث الآن بين الشباب وأن هذه المرحلة ستستمر لسنوات ولا يمكن التكهن بما ستصل إليه، وأضاف “هناك خطوط حمراء لن نفكر فيها على الإطلاق مثل مواجهة النظام بالسلاح”.

ويقول أبو خليل “الجدل الفكري ظاهرة موجودة وتتشكل، منذ سنوات كنا نعاني من أنه ليس هناك أي نقاش ولا أي جدل معرفي أو شغف بين الشباب للمعرفة. الآن بدأ ذلك ينتشر. ولكن لا نعرف إن كان هذا الجدل سينتج عنه جنين مشوّه فنكتشف أننا لم ننتج حركة ثقافية حقيقية من هذا الجدل، أم سنجد بعد سنوات أن هناك ناتجاً ثقافياً أو معرفياً مهماً من هذا الجدل”.

إلى أي غاية؟

وبينما يختلف شباب الحركة الإسلامية في توصيف الوضع والتكتيك الأمثل للتحرك، يختلفون أيضا في الغاية من التحرك. يتمحور الجدال حول التساؤل عما إذا كانت تقتضي الضرورة الوصول للسلطة من أجل أسلمة المجتمع، أم تقتضي أسلمة المجتمع من أجل الوصول للسلطة؟

فيرى جمال أن الغرض من حراك الجماعة هو إعادة الشرعية والديموقراطية، ثم المشاركة من خلال السبل الديموقراطية في العمل السياسي.

ويرى مطاوع أن غاية الحركة الإسلامية يجب أن تكون الدعوة إلى الله ونشر الدين الإسلامي، وألا يكون العمل السياسي على حساب ذلك.

بينما يرى أبو خليل أن الغاية هي إقامة المجتمع الإسلامي عن طريق إنهاء القومية ومواجهتها، وبناء شبكة مصالح اقتصادية عابرة للحدود بين الدول الإسلامية والضغط على أصحاب القرار لفتحها. ويضيف “فالهدف تشكيل شبكة مصالح اقتصادية قائمة على وعي اجتماعي وثقافي مشترك”.

ولكن المحلل السياسي، شريف يونس، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، يرى أن المسألة الأساسية الآن هي أن تسأل الحركة الإسلامية نفسها ما هي تصوراتها أصلا عن السلطة؟

“مهما حاول الإخوان تفسير السقوط المدوي لمرسي في عام واحد على أنه كان بسبب مؤامرات، تبقى حقيقة أن عددا ضخما من أفراد الشعب استجاب لدعوى التظاهر ضدهم ورفض مشروعهم”، يضيف يونس “هناك مشاكل جوهرية في إيديولوجيا الإسلام السياسي”.

ويرى يونس أن الحركة الإسلامية تحتاج إلى التأمل في كل تصوراتها خصوصا فيما يتعلق بالفارق بين عملها الدعوي والمجتمعي والسياسي وتصورهم السياسي نفسه.

“فكرة أن الحل في التكتيك؛ نحمل السلاح ونوقع النظام، نعمل بدون تنظيم كبير، ننتظر قيادات الإخوان حتى يخرجوا من السجون ويرشدونا لما ينبغي أن نفعله، ننشئ قيادة بديلة، كل هذه أشياء محض تكتيكية ولا جدوى منها” يضيف يونس “في حالة عدم مواجهة الأسئلة الحقيقية فإن أقصى ما يمكن أن يحدث هو تكرار نفس الكارثة مرة أخرى بعد عشرات السنين”.

ويرى يونس أن أكثر التصورات وضوحا للحركة الإسلامية هو تصور عبد المنعم أبو الفتوح، والذي كان يدعي في أواخر التسعينيات أن المجتمع تأسلم بأقصى درجة، وأنه ينبغي حل التنظيم وإنشاء حزب سياسي.

تٌوِّجت خلافات أبو الفتوح مع جماعة الإخوان التي كان عضوا فيها لسنوات عديدة في ٢٠١١ بتركه الجماعة، بعد أن قرر خوض الانتخابات الرئاسية وأسس حزب مصر القوية، الذي يصنف على أنه حزب إسلامي معتدل.

“لكن هذا الخيار لم يكسب أبدا في أوساط الحركة الإسلامية وكان التيار الغالب هو الذي يزعم أن الدولة الإسلامية لم يحن وقتها ويجب التمهيد لها بمفهوم “الفتح”، بمعنى أن تعد قاعدة كافية لتمسك بالسلطة. لابد من مراجعة مفهوم الفتح من أصله” أضاف يونس.

سيناريوهات المستقبل

ومع تلك الغيوم التي تعكر رؤية المتأمل في الدور الذي قد تلعبه جماعة الإخوان في المستقبل، يطرح أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية والمتخصص في شئون الحركات الإسلامية، تصورين محتملين للمستقبل.

السيناريو الأول هو أن يكون لدى تنظيم الإخوان القدرة على تحمل كل هذه الضربات وأن يستطيع أن يعيد إنتاج نفسه بشكل مختلف ولكن بنفس الجوهر كما هو، عندما يختلف السياق االسياسي. يضيف الشريف “وهنا نشير إلى تجارب قديمة في مصر مثل السبعينيات”.

يطلق الكاتب الراحل حسام تمام على فترة السبعينيات بالنسبة للإسلاميين أنها كانت “تأسيساً جديدا ومختلفاً للحركة الإسلامية”، وفقا لما ذكره في مقدمة كتاب “شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية“، الكتاب الذي حرره تمام ويحكي دور الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في التأسيس الثاني للحركة الإسلامية، بعد التأسيس الأول الذي قام به حسن البنا عام ١٩٢٨، ويعتبر العديد من المحللين أن التأسيس الأول انتهى في حقبة عبد الناصر. ويرى العديد من المحللين أن السادات أخرج الإسلاميين من السجون ليحدثوا توازنا مع النشاط الشيوعي في المجال السياسي في ذلك الوقت. بينما يعلق يونس على ذلك بأن “السادات أخرجهم من السجون ليعملوا لحسابه، فعملوا لحسابهم”.

ولا يعتبر مطاوع  وجمال أن هناك تأسيساً ثالثا سيحدث، حيث تنطلق أفكارهما التكتيكية السابقة من فكرة أن هذا التأسيس الثاني لم ينهر بعد وأنه ما زال قائما. يقول مطاوع “الحركة الإسلامية لم تتوفى، هي ما زالت موجودة. المرحلة التي تمر بها الآن مرت بها من قبل سواء في مصر أو في بلدان أخرى. فالكلام على أن الحركة الإسلامية قوضت ليس دقيقا”.

أما السيناريو الثاني، وفقاً للشريف، فهو سيناريو تفتت الجماعة والتشرذم والتخبط في الأفكار والتخبط في المناهج ولجوء بعض الجماعات للعنف، وبعضهم قد يلجأ للتكفير وبعضهم قد يكفر بالعمل السياسي تماما ويتفرغ للعمل الدعوي، يضيف الشريف “قد تحدث تحولات، ولكن اتجاه التحولات ليس واضحا الآن”.

يشرح الشريف أن “سيناريو التشرذم قد يأتي من رفض الشباب الذي يقوم بالعمل الميداني على الأرض الآن لفكرة التصالح التي قد تلجأ إليها القيادات كحل سياسي، الشباب الإسلامي أصبح أكثر راديكالية، ولكن أتصور أنه قد يكون ذلك أمرا وقتيا، فلو حدثت تسوية سياسية كبرى وكان فيها نوع من الترضية للشباب، كأن يتم التضحية بوزير الداخلية الحالي محمد إبراهيم ووزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والقيادات التي تورطت في المواجهات السابقة كنوع من الاستجابة لمطالب القصاص، فقد يغير ذلك من موقف الشباب من المصالحة، ولكن لن يحدث ذلك الآن”.

وعلى الرغم من استبعاد جمال ومطاوع فكرة تفتت الجماعة، إلا أنهما لم ينكرا عمق الأزمة الداخلية في التنظيم والتي قد تفجرها فكرة المصالحة.

يقول جمال “النظام قادم لا محالة إلى المصالحة والرجوع إلى رشده، ولكن عندما تأتي لحظة المصالحة ستحدث مشكلة كبيرة، لأنه سياسيا يجب قبولها، ولكن شعبيا سيتم رفضها تماما لأن مئات الآلاف غير المسيطر عليهم وغير المنضمين للتنظيم لن يقبلوا ذلك”.

وقد يأتي التشرذم من تغييرات تحدث على مستوى أعمق، فيرى مطاوع أن التغير الجوهري الذي يحدث الآن هو أنه يتم تصدير صفوف ثانية من القيادات الجديدة وصغيرة السن للحركة الإسلامية، “لم يعد هناك مِنّة من القيادات الكبيرة بأنهم اعتقلوا أو ضحوا، فقد كان المسؤول في الإخوان عندما يقول لنا “أنا اتحبست ٦ سنين” كنا نقبل يده، أما الآن تجد الشاب لم يتعد العشرين وقد حُبس وعُذّب، وكذلك الفتيات”.

ويتنبأ مطاوع بأن يؤدي ذلك إلى كسر منظومة السمع والطاعة بين شباب الجماعة للقيادات.

بينما يرى أبو خليل أن تفتت التنظيم فيه فائدة للحركة الإسلامية، حيث ينبغي أن تتحول إلى حركة لا مركزية تتغلغل داخل مؤسسات المجتمع المدني، “تكون مواجهة الدولة لهذا النوع من الحراك أضعف بكثير، لأنها تكون حركة لامركزية فيصعب ضربها. مثل حركة فتح الله جولن بتركيا”.

ويعتبر العديد من المحللين فتح الله جولن الأب الروحي للإسلام الاجتماعي في تركيا – كما يعتبر نجم الدين أربكان الأب الروحي للإسلام السياسي في تركيا. وقد أسس جولن حركة اسلامية أطلق عليها اسمه “حركة جولن”، امتلكت مئات المدارس داخل تركيا وخارجها.

ولكن بعض المحللين يرون أنه من الصعب مقارنة الحالة الإسلامية في تركيا بقرينتها في مصر، وذلك بسبب طبيعة التنظيمات التي أسسها إسلاميو تركيا. في منتدى الدين والحريات بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية في أول أبريل الحالي، علّق جورج فهمي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية في مصر وتركيا “في تركيا كان هناك دولة تحترم القانون، فعندما أسس فتح الله جولن مؤسساته في السبعينيات بشكل قانوني ظلت قائمة وتعمل بشكل طبيعي حتى عندما اختلف هو شخصيا مع النظام وهرب من تركيا”، وأضاف “لم تتأثر مؤسساته لأنها كانت قانونية”.

وبعيدا عن الوضع القانوني، يبقى هناك ضعف في القاعدة الاجتماعية للإسلاميين في مصر.

يقول الشريف “أستبعد أن تنشق كتلة من الإخوان وتكوّن حزبا مثلما حدث في تركيا عندما انشق رجب طيب أردوغان عن نجم الدين أربكان وشكل حزب العدالة والتنمية، وذلك لأنه لن تكون هناك قاعدة اجتماعية تدعم ذلك، لأن مشكلة الإخوان هي أن القاعدة الاجتماعية للحركة هي الجماعة نفسها، بعكس تركيا فنجد الحركات الصوفية هي القاعدة الاجتماعية للحزب الإسلامي. فإذا تفتت التنظيم لن يكون هناك إلا جماعات إسلامية مشتتة ولن يكون بينها تنظيم قوي يستطيع أن يكون قلب الحركة الإسلامية، وقد يصل بنا ذلك إلى مرحلة التشرذم”.

يستبعد أيضا الشريف ما أسماه “سيناريو التكيف الإيجابي”، وهو أن تظهر كيانات إسلامية جديدة تحاول أن تتكيف مع الوضع السياسي وتتعامل معه وتطرح حلولا، مثل حزب مصر القوية.

ماذا ستفعل الدولة مع الحركة الإسلامية؟

يقول مطاوع إن “الدولة ستحاول أن تقوض الحركة بشكل كامل، ولكننا نتمنى من الله أن تفشل”. على العكس منه، يرى جمال أن دمج الإسلاميين في الدولة سيكون ضرورياً لها.

بينما يرى يونس أن استمرار المواجهة بين الإخوان والنظام يعمق الأزمة، وأنه لا ينبغى مطالبة الدولة بالاعتراف بأي شيء قبل مراجعة الموقف القانوني للتيار الإسلامي. “هناك كارثة حدثت وهي أن الإخوان المسلمين استمروا في السلطة لعام دون أن يقننوا وضعهم. هم لا يملكون تصور قانوني لوضعهم. هم فوق الدولة، ليس لهم مكان في الدولة، أي دولة”.

ويضيف يونس “لو افترضنا أن حزب الحرية والعدالة ما زال موجودا الآن فإنه لن يكون إلا الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين كما كان قبل ذلك بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر سيكون الذراع السياسي للتنظيمات الإرهابية”.

غير أنه وكما أن مشكلة الدولة تكمن في الوضع غير المعرف للإخوان بالنسبة للدولة، يعتقد الشريف أنه ليست لدى النظام تصورات استراتيجية فيما يتعلق بعلاقته بالحركة الإسلامية، “جزء من أزمة النظام الحالي بشكل عام أنه ليس لديه تصورات استراتيجية عن الوضع كله، ولكن لديهم تصورات تكتيكية يعملون على أساسها”.

ويقصد الشريف بالتصور الاستراتيجي موقع الإسلاميين في المجال السياسي، موقع الإسلاميين في المجال الاجتماعي، علاقة الدين بالدولة، وعلاقة الدين بالسياسة.

“يبدو أن تكتيكهم الآن هو ضرب الإخوان بقوة لفرض شروط إذعان عليهم، وليس إبادتهم، والاستعانة بالقوى الإسلامية الموازية مثل حزب النور والأزهر”، يضيف الشريف.

ربما ما زالت تجتمع نفس الأسرة الإخوانية اليوم، بعد كل ما حدث، وربما يسأل نفس الشاب -الأكثر حيرة الآن- نفس المسئول نفس السؤال: “متى نصر الله؟”، وربما يسكت الجميع، ويظل السؤال عالقا، ينتظر الإجابة لحين إشعار آخر.

اعلان
 
 
محمد سلامة آدم  @elsheikhadam
 
 

دعمك هو الطريقة الوحيدة
لضمان استمرارية الصحافة
المستقلة والتقدمية

عشان من حقك الحصول على معلومات صحيحة، ومحتوى ذكي، ودقيق، وتغطية شاملة؛ انضم الآن لـ"برنامج عضوية مدى" وكن جزءًا من مجتمعنا وساعدنا نحافظ على استقلاليتنا التحريرية واستمراريتنا. اعرف اكتر

أشترك الآن